سورة الجاثية - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الجاثية)


        


قوله عز وجل: {وَءَاتَينَاهُم بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ} فيه وجهان:
أحدهما: ذكر الرسول وشواهد نبوته.
الثاني: بيان الحلال والحرام، قاله السدي.
{فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ} فيه قولان:
أحدهما: من بعد يوشع بن نون فآمن بعضهم وكفر بعضهم، حكاه النقاش.
الثاني: بعدما أعلمهم الله ما في التوراة.
{بَغْياً بَيْنَهُمْ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: طلباً للرسالة وأنفة من الإذعان للصواب، حكاه ابن عيسى.
الثاني: بغياً على رسول الله صلى عليه وسلم في جحود ما في كتابهم من نبوة وصفته، قاله الضحاك.
الثاني: أنهم أرادوا الدنيا ورخاءها فغيروا كتابهم وأحلوا فيه ما شاؤوا وحرموا ما شاؤوا، قاله يحيى بن آدم.
قوله عز وجل: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ} أي على طريقة من الدين كالشريعة التي هي طريق إلى الماء، ومنه الشارع لأنه طريق إلى القصد.
وفي المراد بالشريعة أربعة أقاويل:
احدها: أنها الدين، قاله ابن زيد، لأنه طريق للنجاة.
الثاني: أنها الفرائض والحدود والأمر والنهي، قاله قتادة لأنها طريق إلى الدين.
الثالث: أنها البينة، قاله مقاتل: لأنها طريق الحق.
الرابع: السنة، حكاه الكلبي لأنه يستنّ بطريقة من قبله من الأنبياء.


قوله عز وجل: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ} أي اكتسبوا الشرك. قال الكلبي: الذين أريد بهم هذه الآية عتبه وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.
{أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} قال الكلبي أريد بهم علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث حين برزوا إليهم يوم بدر فقتلوهم.
قوله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أفرأيت من اتخذ دينه ما يهواه، فلا يهوى شيئاً إلا ركبه، قاله ابن عباس.
الثاني: أفرأيت من جعل إلهه الذي يعبده ما يهواه ويستحسنه، فإذا استحسن شيئاً وهو به اتخذه إلهاً، قاله عكرمة، قاله سعيد بن جبير: كان أحدهم يعبد الحجر. فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر.
الثالث: أفرأيت من ينقاد لهواه انقياده لإلهه ومعبوده تعجباً لذوي العقول من هذا الجهل.
{وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} فيه تأويلان:
أحدهما: وجده ضالاً، حكاه ابن بحر.
الثاني: معناه ضل عن الله. ومنه قول الشاعر:
هبوني امرأً منكم اضلَّ بعيره *** له ذمة إن الذمام كثير
أي ضل عنه بعيره.
وفي قوله: {عَلَى عِلْمٍ} وجهان:
أحدهما: على علم منه أنه ضال، قاله مقاتل.
الثاني: قاله ابن عباس أي في سابق علمه أنه سيضل. {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ} أي طبع على سمعه حتى لا يسمع الوعظ وطبع على قلبه حتى لا يفقه الهدى.
{وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غَشَاوَةً} حتى لا يبصرالرشد.
ثم في هذا الكلام وجهان:
أحدهما: أنه خارج مخرج الخبر عن أحوالهم.
الثاني: أنه خارج مخرج الدعاء بذلك عليهم.
وحكى ابن جريج أنها نزلت في الحارث بن قيس من الغياطلة، وحكى الضحاك أنها نزلت في الحارث بن نوفل بن عبد مناف.


قوله عز وجل: {وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} وهذا القول منهم إنكار للآخرة وتكذيب بالبعث وإبطال للجزاء.
{نَمُوتُ وَنَحْيَا} فيه وجهان:
أحدهما: أنه مقدم ومؤخر، وتقديره: نحيا نموت. وهي كذلك في قراءة ابن مسعود.
الثاني: أنه على تربيته، وفي تأويله وجهان:
أحدهما: نموت نحن ويحيا أولادنا، قاله الكلبي.
الثاني: يموت بعضنا.
{وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: وما يهلكنا إلا العمر، قاله قتادة. وأنشد قول الشاعر:
لكل أمر أتى يوماً له سبب *** والدهر فيه وفي تصريفه عجب
الثاني: وما يهلكنا إلا الزمان، قاله مجاهد.
وروى أبو هريرة قال: كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار، والذي يهلكنا يميتنا ويحيينا، فنزلت هذه الآية.
الثالث: وما يهلكنا إلا الموت، قاله قطرب، وأنشد لأبي ذؤيب:
أمن المنون وريبها تتوجع *** والدهر ليس بمعتب من يجزع
الرابع: وما يهلكنا إلا الله، قاله عكرمة.
وروى الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رجال يقولون: يا خيبة الدهر، يا بؤس الدهر، لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل هو الدهر، وإنه يقبض الأيام ويبسطها».

1 | 2 | 3