قوله عز وجل: {وَءَاتَينَاهُم بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ} فيه وجهان:أحدهما: ذكر الرسول وشواهد نبوته.الثاني: بيان الحلال والحرام، قاله السدي.{فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ} فيه قولان:أحدهما: من بعد يوشع بن نون فآمن بعضهم وكفر بعضهم، حكاه النقاش.الثاني: بعدما أعلمهم الله ما في التوراة.{بَغْياً بَيْنَهُمْ} فيه ثلاثة أوجه:أحدها: طلباً للرسالة وأنفة من الإذعان للصواب، حكاه ابن عيسى.الثاني: بغياً على رسول الله صلى عليه وسلم في جحود ما في كتابهم من نبوة وصفته، قاله الضحاك.الثاني: أنهم أرادوا الدنيا ورخاءها فغيروا كتابهم وأحلوا فيه ما شاؤوا وحرموا ما شاؤوا، قاله يحيى بن آدم.قوله عز وجل: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ} أي على طريقة من الدين كالشريعة التي هي طريق إلى الماء، ومنه الشارع لأنه طريق إلى القصد.وفي المراد بالشريعة أربعة أقاويل:احدها: أنها الدين، قاله ابن زيد، لأنه طريق للنجاة.الثاني: أنها الفرائض والحدود والأمر والنهي، قاله قتادة لأنها طريق إلى الدين.الثالث: أنها البينة، قاله مقاتل: لأنها طريق الحق.الرابع: السنة، حكاه الكلبي لأنه يستنّ بطريقة من قبله من الأنبياء.